الخميس، 16 سبتمبر 2021

أساليب التقويم وتطوير المنهج

"التقويم عملية منهجية منظمة لجمع البيانات وتفسير الأدلة بما يؤدى إلى إصدار أحكام تتعلق بالطلاب أو البرامج مما يساعد في توجيه العمل التربوي واتخاذ الإجراءات المناسبة في ضوء ذلك " . وتعد عملية التقويم من العمليات الأساسية التي يحتويها أي منهج دراسي ، وهو في مفهومه يعنى: العملية التي يقوم بها الفرد أو الجماعة لمعرفة مدى النجاح أو الفشل في تحقيق الأهداف العامة التي يتضمنها المنهج ، وكذلك نقاط القوة والضعف به حتى يمكن تحقيق الأهداف المنشودة بأحسن صورة ممكنة ،ومعنى هذا أن عملية التقويم لا تنحصر في أنها تشخيص للواقع بل هي علاج لما به من عيوب، إذ لا يكفى أن تحدد أوجه القصور وإنما يجب العمل على تلافيها والتغلب عليها . الأسس التي يتم في ضوئها تقويم ( المنهج المطور ) تدريس التاريخ . - يجب أن يرتبط التقويم بالأهداف . - يجب أن يكون التقويم مستمراً وغير محدد بفترة زمنية معينة . - يجب أن يكون التقويم شاملاً لجميع جوانب العملية التعليمية مثل طريقة التدريس والمقررات الدراسية والإمكانيات المادية بالمدرسة والتلميذ والأهداف . - يجب أن يكون التقويم متنوعاً ومتعدداً في الوسائل والأدوات لكي يواجه تعدد وتنوع الجوانب المراد تقويمها - يجب أن يكون التقويم علمياً ولتحقيق ذلك لابد من توافر شروط معينة مثل( الصدق-الثبات-الموضوعية) - يجب أن يكون التقويم اقتصادياً . - يجب أن يتم التقويم بطريقة تعاونية فيشارك فيه الطالب والمدرس وإدارة المدرسة وأولياء الأمور باعتبارهم قوى مؤثرة في عملية التعليم . تتنوع أساليب التقويم في منهج التاريخ المطور بحيث يشمل : 1) الاختبارات الشفوية ، وتكون بشكل مستمر أثناء الحصة . 2) ملاحظة سلوك الطالب وأداءه العملي . 3) الاختبارات التحريرية وتشمل :- - الاختبارات التحصيلية التي تتضمن أسئلة المقال والأسئلة الموضوعية . - مقاييس الاتجاهات والقيم وذلك للتعرف درجة التحول في اتجاهات الطلاب وقيمهم في ضوء ما يدرسونه . - الملاحظة المباشرة . - الاختبارات والمقاييس : تستخدم للوقوف على تحصيل الطلاب في كافة الجوانب التي تتضمنها أهداف المنهج وهى الجانب المعرفي والجانب الوجداني والجانب المهاري ، ففي الجانب المعرفي تصمم اختبارات تحصيلية ،الهدف منها تحديد درجة بلوغ الطلاب للأهداف المعرفية والتي تدور حول محتوى المادة الدراسية من حقائق ومفاهيم وقوانين ونظريات أما الجانب الانفعالي فيتضمن الاتجاهات والميول والقيم وتستخدم لهذا الغرض المقاييس . ولقد أكدت العديد من الدراسات على أهمية تنوع أساليب التقويم المستخدمة في منهج التاريخ ، ومنها دراســـة " توحيدة عبد العزيز" حيث استهدفت التعرف على أساليب التقويم السائدة في المدارس المتوسطة والثانوية بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية ، وتوصلت الدراسة أن أساليب التقويم المستخدمة تقتصر على الجانب المعرفي فقط ، بينما تهمل الجانب المهاري والجانب الوجداني ،ولقد أوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بجميع الجوانب عند تقويم منهج التاريخ ، ويمكن الإشارة إليها على النحو التالي: أولاً : قياس الجانب المعرفي :( الإدراكي ) - اختبارات المقال – والاختبارات الموضوعية ومنها ( صواب وخطأ ، مزاوجة ، اختيار من متعدد ، إكمال ) ولكل منها قواعد صياغة ،ومخرجات التعلم التي تقيسها، ويصوغ المعلم كل نوع حسب الهدف الذي يرجوه من وراءه . ثانياً : المجال الانفعالي ( الوجداني ) . ويقصد به الاتجاهات والميول والقيم التي تتكون لدى المتعلم نتيجة مروره بالخبرات التعليمية ، وتستخدم لقياس المجال الانفعالي مقاييس الاتجاهات والميول والقيم . ثالثاً : المجال النفسي حركي (المهاري) يقصد بهذا المجال تلك المهارة العملية التي يبلغها الطالب نتيجة مروره بالخبرات التعليمية ومنها مهارة جمع المعلومات ، مهارة رسم الخرائط ، وغيرها من المهارات الأخرى، ويمكن قياس المهارات العملية بواسطة الملاحظة .

الأربعاء، 12 ديسمبر 2018


التخطيط  البيداغوجي
مفهومنواعه-أهميته

التخطيط  البيداغوجي


مفهومه-أنواعه-أهميته
التصميم   

تقديم
I. مفهوم التخطيط ومبادئه
1.   مفهوم التخطيط
2.   مبادئ التصميم
أ. التخطيط عملية وسيرورة
ب. التخطيط تنظيم
ج. التخطيط توقع
II . أنواع التخطيط و أهميته
1.   أنواع التخطيط       
2.   أهمية التخطيط
خلاصة

تقديــــــــــــــــــم
      يحتل تخطيط التعلمات وبناء خطط التدريس وتصميم عناصره وإجراءاته موقعا  متميزا، ومكانة بارزة لدى كل دارس أو مهتم، وذلك نظرا لأنه منطلق العمل الذي يقوم به المربي، والأساس الكامل وراء تنفيذ عملية التعليم والتعلم، فضلا عن كونه عملية ذهنية وفكرية تجسد – بهذا القرار أو ذاك – استراتيجيات التفكير المنهجي الذي يقوم به المدرس في توقع النتائج، وتصميم استراتيجيات بلوغها.
  ولقد تناولت مجموعة من الأدبيات التربوية موضوع التخطيط البيداغوجي لما له من أهمية قصوى في إنجاح هذه العملية التعليمية التعلمية.

-

ما هو التخطيط ؟
وما هي أنواعه ؟
 وأين تتجلى أهميته
I - مفهوم التخطيط ومبادئه
1. مفهوم التخطيط: 

تعريف تخطيط التعلمات-

التخطيط، عملية تنظيم مضامين تعليمية بهدف إنماء كفاية (أو كفايات) مادّة دراسية وتحقيقها في نهاية فترة تعلّم ما.
تتطلّب عمليّة التّخطيط :
تحديد ما الّذي ينبغي على الأستاذ فعله؛
كيفية تنفيذ ما تمّ تخطيطه؛

وكيفية تقويم التعلّم المنتظر؛ 




2- مبادئ التخطيط:
أ‌-    التخطيط عملية وسيرورة:
            التخطيط عملية Action ، أي أنه جملة من الإجراءات والأفعال يقوم بها المدرس لغرض معين.
            وإذا كان التخطيط عملية فهو سيرورة أيضا Processus ، ومعناه أن كل تخطيط بما هو عملية يخضع لسلسلة من الأفعال المنظمة زمنيا، ويصف لوجندر هذه الأفعال بكونها قرارات، أي أننا نتخذ قرارا لأجل هذا الإجراء أو ذاك، أو انتقاء هذا العنصر أو ذاك.
 ب- التخطيط تنظيم:

 من خلال التعاريف السابقة لمفهوم التخطيط   يتضح انه يقوم على مبدا  التنظيم باعتباره أحد مبادئ خطة الدرس، فإن تصميم خطة الدرس وإعدادها ( تحضيرها ) يعني إخضاع مجموعة من العناصر إلى نظام معين، يقول يوسف قطامي عن التخطيط باعتباره تنظيما ‘ إن عملية التخطيط تجعل العملية التعليمية عملية منظمة ومخططة وهادفة، وبذلك توجه المدرس إلى خط السير ومدى التزامه بخريطته، وتوجه انتباه التلميذ وحصره في تحقيق الأهداف المتوخاة في مخطط الدرس.
ج- التخطيط توقع:
           عندما يضع المدرس خطة الدرس فإنه يبني تصورا لما سينفذ مستقبلا، أي كأنه يتوخى وقوع الأفعال والأنشطة التي فكر فيها عند وضع التصور، من هذا المنطلق فإن عملية التخطيط حسب محمد الكردي" نوع من السلوك الذي يخضع إلى تقرير واع للتوقعات المستقبلية ".
     وخلاصة القول واستنادا إلى هذه المبادئ الثلاثة يمكن تلخيص مفهوم التخطيط البيداغوجي للدرس على أنه عملية تعتمد مجموعة من الإجراءات المنهجية التي تنتقى وتنظم وفقها عناصر الدرس ومكوناته في ضوء أهداف ونتائج نتوقعها، ولا شك أن هذا التعريف يحتوي على المبادئ الثلاثة التي تعتبر التخطيط عملية وتنظيما وتوقعا.
-كما ان تخطيط الدرس لا يقتصر على التفكير في المادة وحدها ، بل يتجاوز ذلك الى التفكير في المتعلم وحاجاته وخصوصياته ، وجماعة الفصل الدراسي والوسط المدرسي، وفي الموارد والوسائل والطرائق وغيرها لتشخيص مكتسبات المتعلمين ورصد تمثلاتهم ، واستحضار التوجيهات التربوية المؤطرة ، والمرجعيات البيداغوجية والابستيمولوجية والمفاهيمية والديداكتيكية المتحكمة في التخطيط .
II-أنواع التخيطيط وأهميته.
         1. أنواع التخطيط:
    - التخطيط بعيد المدى : وهو التخطيط الذي يتم لمدة طويلة كموسم دراسي.    التخطيط متوسط المدى  وهو التخطيط المرحلي الدي يغطي مرحلة او وحدة دراسية معينة.
- التخطيط قصير المدى: وهو التخطيط لفترة قصيرة كالتخطيط الأسبوعي أو اليومي.
   2.أهمية التخطيط:
تبرز لنا أهمية التخطيط في عدة نقاط سوف نحاول أن نذكر بعض منها:
              - إن التخطيط هو وسيلة لتيسير عمل المدرس، حيث يمكنه من إعادة تنظيم محتوى المادة التعليمية لجعلها ملائمة لإمكانات المتعلم وحاجاته، وبالتالي التعرف المسبق على مفردات المقررات الدراسية وتحديد جوانب القوة والضعف فيها وتقديم المقترحات لتحسينها، ومن تم يمكنه اختيار وسيلة التعليم المناسبة وإعدادها ورسم وتحديد أفضل الإجراءات المناسبة لتنفيذ الدروس وتقويمها.
- إن التخطيط يعين المدرس على التعرف على الكفايات و الأهداف العامة والخاصة وكيفية تحقيقها، ويساعده على تحديد الاتجاه أو المسار الذي سيسلكه لأنه مبني على أهداف سبق له وأن حددها، وبالتالي جعل عملية التدريس متقنة وخالية من الارتجالية والعشوائية محققة  للكفايات وا لأهداف التعليمية، وذلك عبر توفير خطة يمكن الرجوع إليها عند الحاجة والتي تقي المدرس من النسيان.
         - إن التخطيط يساعد على الاستفادة من زمن الدرس بالصورة الأمثل، ويجنب إهدار الجهد والاعتماد على الصدفة وتقليص مقدار المحاولة والخطأ في التدريس.
         - إن التخطيط يساهم في نمو خبرات المدرس المعرفية والمهارية ويساعده على التحسن والتطور في المهنة.
3-اهمية التخطيط البيداغوجي
-كونه احد ضوابط العمل التربوي ومستلزماته الرئسية
-من خلاله يتعرف على اسلوب عمل المدرس، وخطة تحقيقه
لاهداف درسه.
التخطيط يعد مراة تعكس اعمال المدرس وسجل بصماته
كونه اداة لتحديد استراتيجية محكمة لكافة الجوانب التربوية للدرس.
-يشير الى الكفاية المستهدفة والاهداف التعلمية المنتظرة من الدرس ، والمادة الدراسية ، والانشطة  والطرائق والوسائل.
خلاصــــــــــــــــة
يعتبر التخطيط عملية أساسية لبناء وضعيات التعلم باعتباره خطوة تسبق مرحلة الإنجاز والتنفيذ، فالتخطيط هو تنظيم ممنهج لكافة عناصر بناء التعلمات، يشمل مجموعة من الوسائل والإستراتيجيات ويمر عبر مجموعة من المراحل.
  كذلك فإن التخطيط المسبق للدروس من أنجع الأساليب لضمان التكوين المستمر للمدرس وتحقيق فعالية التدريس، كما أنه توقع للنتائج وانتقاء وتصميم لاستراتيجيات بلوغها.
   وإذا كان التخطيط هو مبدأ من المبادئ التي لا يمكن التخلي عنها لإنجاح العملية التعليمية، فأين هو موقع  المبادئ الأخرى المتمثلة في التدبير والتقويم؟ وما مدى نجاعتها في تحقيق هذا الفعل التربوي؟





الأحد، 9 ديسمبر 2018

الاتصال التربوي


يعتبر التواصل مهمة أساسية للعاملين في المجال التربوي، والاتصال عملية ضرورية وهامة لكل عمليات التوافق والفهم التي يتوجب على التربويين القيام بها بهدف الوصول إلى الأهداف المنشودة للمؤسسة التربوية. والاتصال عملية إجتماعية تفاعلية تقوم وتعتمد اعتماداً كبيراً في حدوثها على المشاركة في المعاني بين المرسل والمستقبل.
يعتبر التواصل مهمة أساسية للعاملين في المجال التربوي، والاتصال عملية ضرورية وهامة لكل عمليات التوافق والفهم التي يتوجب على التربويين القيام بها بهدف الوصول إلى الأهداف المنشودة للمؤسسة التربوية. والاتصال عملية إجتماعية تفاعلية تقوم وتعتمد اعتماداً كبيراً في حدوثها على المشاركة في المعاني بين المرسل والمستقبل.
والاتصال التربوي هو عملية نقل الأفكار والمعلومات التربوية من مدير المدرسة إلى المعلمين أو بالعكس أو من مجموعة من المعلمين إلى مجموعة أخرى أو من المدرسة إلى الإدارة التعليمية وبالعكس وذلك عن طريق الأسلوب الكتابي أو الشفهي مما يؤدي إلى وحدة الجهود لتحقيق أهداف المدرسة من أجل تحقيق رسالتها.
أهداف الاتصالات التربوية:
1. نقل التعليمات والتوجيهات ووجهات نظر المدير إلى المعلمين من أجل القيام بوظائفهم الأساسية.
2. إطلاع المعلمين على ما يجري في المدرسة من أنشطة مختلفة.
3. تزويد المعلمين بالأخبار المختلفة وخاصة الاجتماعية منها لدعم الروابط الإنسانية بين العاملين.
4. إكساب المستقبل خبرات جديدة ومهارات ومفاهيم جديدة تساير التغير والتطور في العالم وزيادة التفاعل الاجتماعي بين المعلمين وتوطيد البعد الإنساني بينهم.
5. خلق درجة من الرضى الوظيفي والانسجام والتخلص من الضغوط المختلفة.
6. تحسين سير العمل الإداري من أجل التفاعل بين العاملين وتوجيه الجهود تجاه الهدف المنشود.
7. إمداد المدير والمشرف بالمعلومات والبيانات الصحيحة مما يساعد في اتخاذ القرارات السليمة.
8. الاتصال الفعال يمكن المدير من التأثير في المرؤوسين ( العاملين) والقيام بعمله من حيث التوجيه والإشراف على أفضل وجه.
عناصر الاتصال:
1. المرسل (Source) وهو الفرد أو (الأفراد) الذي يؤثر في الآخرين بشكل معين وهذا التأثير ينصب على معلومات أو اتجاهات أو سلوك الآخرين.
2. المستقبل (Receiver): وهو الذي يتم الاتصال به وهو صاحب الخطوة الثانية في عملية الاتصال والذي يتلقى محاولات التأثير الصادرة عن المرسل.

3. الرسالة: وهي المعلومات أو الأفكار أو الاتجاهات التي يهدف المرسل إلي نقلها إلى المستقبل والتأثير عليه.
4. قناة الاتصال (Channel) هي الوسيلة أو الوسائل من أجل التفاعل بين المرسل والمستقبل.
5. التغذية الراجعة (Feedback) وهي الإجابة التي يرد بها المستقبل على رسالة المرسل.
مهارات التواصل:
1. الإصغاء: هو الاستماع لما يقوله الشخص الآخر وما يعني هذا القول له والتخلي عن الإطار المرجعي للمستمع ليتسنى له تقدير السياق المتضمن في حديث المتكلم.
2. فهم الذات: هو معرفة نموذج التواصل الذي تتبناه في التعامل مع الآخرين.
3. نقل الرسالة: هو إرسال المعنى الصحيح الذي يكمن في النتيجة المتوخاة أي أن تصل الرسالة إلى المستقبل ويفهم مضمونها كما يقصدها المرسل.
العوامل التي تساعد على نجاح عملية الاتصال:
يتوقف نجاح عملية الاتصال على نجاح كل عناصره في أداء الدور المطلوب منهم:
عوامل تتصل بالمرسل: من أجل أن يتحقق الاتصال الناجح على المرسل:
• أن يكون محل ثقة المستقبل حتى يتفاعل معه.
• أن تكون لديه مهارات اتصال عالية، لفظية، غير لفظية، القدرة على صياغة الرسالة المعبرة عن هدفه بوضوح والمراعية لطبيعة المستقبل.
• يحسن اختيار الوقت والزمان والوسيلة الملائمة لطبيعة المستقبل، وللرسالة وهدفها.
عوامل متصلة بالمستقبل:
• مستوى الإدارك الحسي للمستقبل.
• الإطار الدلالي (تصورات، واتجاهات) المستقبل في الاستجابة للرسالة.
• دافعية المستقبل للمعرفة.
• الظروف المحيطة بالمستقبل.
• سلوك المستقبل نتيجة لفهمه مضمون الرسالة.
عوامل متصلة بالرسالة: عند إعداد الرسالة يجب مراعاة ما يلي:-
• أن يتناسب موضوع الرسالة مع المستقبل من حيث اهتمامه ودرجة استيعابه ومستوى إداركه وتلبية إحتياجاته.
• حسن صياغتها ومضمونها من حيث التشويق والإثارة التي يخاطب إدراك المستقبل ويؤدي إلى تفاعله مع الرسالة.
عوامل تتعلق بوسائل الاتصال:
يجب أن يتوافر عند المرسل عدة وسائل للإتصال (الرمز، الشكل، اللغة المنطوقة، اللغة المكتوبة، رسائل غير لفظية ..الخ) والتي تتناسب مع الهدف من الاتصال وصياغة الرسالة حسب طبيعة المستقبل وميوله وخصائصه.
أنواع الاتصالات: وهناك نوعان من الاتصالات:
الاتصالات الرسمية: وهي التي تتم حسب اللوائح والقنوات الرسمية التي يحددها الهيكل التنظيمي للمؤسسات التعليمية، وتقسم الاتصالات الرسمية إلى ثلاثة أنواع أساسية.
• الاتصال من أعلى إلى أسفل: (Top- Down) وهنا تصدر المعلومات والأفكار والمقترحات والأوامر والتعليمات من المدير إلى المعلمين ويهدف هذا النوع توضيح أهداف العملية التربوية للمعلمين وتوجيه سلوكهم وتنفيذ الخطط والبرامج المعدة، وهو أكثر أنواع الاتصال انتشاراً.
• الاتصال من أسفل إلى أعلى "Bottom-up": ويتضمن هذا النوع من الاتصال رد المعلمين على المديرين وكذلك مقترحاتهم ووجهة نظرهم حول موضوعات مختلفة، وهذا النوع من الاتصال قليل الانتشار لأن هناك مركزية في النظام الإداري المتبع.
• إتصالات أفقية أو مستعرضة(Horizontal Communication) ومثال على ذلك الاتصالات التي تتم بين معلمي المادة الواحدة ، أو مديري المدارس في منطقة معينة بهدف تنسيق لجهود فيما بينهم.
الاتصالات غير الرسمية: ويقوم هذا الاتصال على أساس العلاقات الشخصية والإجتماعية، ومن أمثلة هذا الاتصال ما يدور بين زملاء العمل من أحاديث حول موضوعات تستحوذ على تفكيرهم.
العوامل التي تعيق الاتصال:
• لغة الرسالة غير معبرة عن مضمونها واستخدام صياغة معقدة ، أو كلمات ذات معنى غير محدد.
• تفسير كل من المرسل والمستقبل الرسالة بصورة مختلفة.
• سوء العلاقة بين المرسل والمستقبل وعدم توفر الثقة بينهما.
• عدم اختيار الوقت والمكان المناسبين لإرسال الرسالة.
• تلقي المستقبل العديد من الرسائل مما يدفعه إلى الاهتمام ببعضها وإهمال الآخر.
• استعمال المرسل قناة اتصال غير ملائمة لطبيعة وهدف الرسالة.
• المعوقات الاجتماعية والثقافية واختلاف العادات والتقاليد والقيم والمعايير والتي تحد من التأثير الإيجابي لعملية الاتصال.
• التعصب لموقف أو رأي أو وجهة نظر معينة.
• وجود فروق فردية بين المعلمين في القدرات والمستوى الوظيفي والاجتماعي والتعليمي.
• اتجاهات بعض المديرين السلبية غير المرغوبة تجاه فئة من المعلمين مما يعيق اتصال جيد بينه وبينهم.
أدوات الاتصال التربوي:
هناك قنوات كثيرة في مجال الإدارة التعليمية والتي تستخدم لنقل الأوامر، والتعليمات، والأفكار والاتجاهات والمعلومات والخبرات والمقترحات. ومن أهم أدوات الاتصال التربوي شيوعاً ما يلي:
الأوامر الشفهية والمكتوبة:
يقوم المدير بإعطاء العاملين بعض الأوامر الشفهية في الأمور ذات الأهمية المحدودة أما في الأمور والمسائل المهمة فإن التعليمات تكون مكتوبة حتى لا يتعلل بعض العاملين بعدم الإخطار وهنا يطلب من العاملين التوقيع بالعلم.
النشرات:
وهي أكثر أدوات الاتصال شيوعاً في مدارسنا ويجب أن تكون صياغتها دقيقة ، وواضحة، ومفهومة حتى يصبح المعلمون ملتزمين بما جاء فيها ويطلب منهم التوقيع عليها.
المذكرات والتقارير:
المذكرة هي عرض لموضوع أو مشكلة معينة يقدمها المعلمون إلى المدير من أجل إبداء الرأي في موقف معين. أما التقارير فهي تتضمن حقائق عن موضوع معين معروضاً عرضاً تحليلياً. وهي تكون إما شهرية أو سنوية، و يجب أن تكون منظمة وتلتزم بالثقة والموضوعية في ألفاظها، وتقتصر على المعلومات والبيانات الضرورية، وتتسم بالوضوح والبساطة في التعبير مع مراعاة الأمانة وعرض الحقائق السلبية والإيجابية منها، وعدم التحيز. ومثال على ذلك المذكرات التي يقدمها الموجهون إلى المعلمين وتقارير المعلمين عن أحوال التلاميذ وتقارير المدير الدورية عن الحالة التعليمية في المدرسة.
الاجتماعات المدرسية:
وهي من وسائل الاتصال الضرورية التي لا يستغني عنها مديرو المدارس حيث تكون الفرصة متاحة لتبادل وجهات النظر بين المدير والمعلمين وهنا يشعر المعلمون بقرب الإدارة منهم وهذا يشجعهم على العمل الجاد ويعمل على نجاح العملية التعليمية وحتى تكون الاجتماعات كذلك يجب أن:
يحدد جدول الأعمال مسبقاً ويشارك في الإعداد كل الأعضاء المشاركين في الإجتماع.
تناول الاجتماع موضوعات تهم الأعضاء المشاركين.
إتاحة الفرصة لتناول وجهات النظر بين قائد الاجتماع والأعضاء.
أن يسود الاجتماع جو من الألفة والاحترام المتبادل وحسن الاستماع أثناء المناقشة.
الباب المفتوح للمدير:
إن سياسة الباب المفتوح تساعد المدير على أن يتعرف على ما يجري في المدرسة بصورة واقعية وكذلك التعرف على القضايا والمشكلات التي يعاني منها المعلمون من أجل العمل على حلها.
الإذاعة المدرسية:
تعتبر الإذاعة المدرسية من أدوات الاتصال التربوي السهل والسريع في توصيل الأخبار والمعلومات والآراء والتوجيهات للعاملين في المدرسة، وهي وسيلة اتصال يمكن لمدير المدرسة أن يوظفها للاتصال بالعاملين لتبليغهم الأمور الهامة في وقت واحد.
لوحة الإعلانات:
إن العديد من المدراس تستخدم لوحة إعلانات لتوصيل المعلومات والبيانات والتعليمات إلى العاملين بها. ويجب أن توضع لوحة الإعلانات في مكان بارز للجميع وتكون أخبارها متجددة. ويجب أخذ موافقة المدير قبل نشر أي إعلان على هذه اللوحة.
مجلة المدرسة:
وهي مجلة تصدرها بعض المدارس في نهاية كل عام وتحتوي على أخبار المدرسة والمعلمين ونشاط الطلاب ويشارك فيها مدير المدرسة والمعلمون وبعض الطلاب مما يرفع من روحهم المعنوية ويجعلهم يشعرون بأنهم أسرة واحدة تنمي لديهم شعور الانتماء والاعتزاز نحو المدرسة والفخر بها، ومن بين من يوزع عليهم هذه المجلة أعضاء المجتمع المحلي.
وفي الختام فإن هناك واقع اتصال معمول به في مدارسنا، فكيف يمكن تطوير وتنشيط هذا الواقع؟ لابد من العمل على تطوير وتنشيط الاتصالات بكافة صورها وأشكالها والتي تمارس في مؤسساتنا التربوية من خلال:-
وضع خطة محددة حتى يتعرف كل فرد على دوره في تحقيق اتصال جيد بعد أن يتم تحديد الوسائل والقنوات المستخدمة في الاتصال.
زيادة فهم العاملين لأهمية الاتصال وعناصره المختلفة وذلك عن طريق الدورات التدريبية للمعلمين.
ولأجل إجراء اتصال فعال يجب تطوير مهارات الاتصال عند المعلمين مثل مهارة التحدث، ومهارات الاستماع والاتصالات ومهارة التفكير...الخ.
بناء وتدعيم الروابط الإنسانية والثقة بين القيادة التربوية والمعلمين من أجل تيسير الاتصالات واستثمار الوقت.
تدعيم شبكة الاتصال بالشفافية فيما يتعلق بالحقائق والمعلومات التي تشبع بعض حاجات المعلمين إلى المعلومات فيما يتعلق بأمور تهمهم مثل الترقيات، التنقلات ...الخ.
مسايرة الانفجار الهائل في وسائل الاتصالات والعمل علي توفير واستخدام البريد الالكتروني.
إن لمن الضروري من وقت إلى آخر تقويم نتائج الاتصال في المؤسسة التربوية للتأكد من أن الاتصال حقق أهدافه في توصيل المعلومات والخبرات والاتجاهات والمقترحات وذلك من أجل تحقيق أهدافه العملية والتربوية والتعليمية.
د. محمد يوسف أبو ملوح                                                                                               

المراجع:                                                                                                           
*أحمد, حافظ، حافظ، محمد (2003) إدارة المؤسسات التربوية . عالم الكتب – القاهرة – جمهورية مصر العربية.
*نصر الله ، أحمد (2001) ميبدئ الاتصال التربوي والانساني ، دار وائل للنشر والتوزيع – عمان – الأردن
شبكة التربية الإسلامية الشاملة للأستاذ                                                        

السبت، 8 ديسمبر 2018

مفهوم التواصل



يفيد التواصل في اللغة العربية الاقتران والاتصال والصلة والترابط والالتئام والجمع والإبلاغ والانتهاء والإعلام. أما في اللغة الأجنبية فكلمة communication تعني إقامة علاقة وتراسل وترابط وإرسال وتبادل وإخبار وإعلام. وهذا يعني أن هناك تشابها في الدلالة والمقصود بين مفهوم التواصل العربي والتواصل الغربي.
يفترض كل تواصل باعتباره نقلا وإعلاما مرسلا ورسالة ومتقبلا وشفرة يتفق في تسنينها كل من المتكلم والمستقبل (المستمع) وسياقا مرجعيا ومقصدية الرسالة. ويعرف شارل كولي Charles Cooleyالتواصل قائلا:" التواصل هو الميكانيزم الذي بواسطته توجد العلاقات الإنسانية وتتطور. إنه يتضمن كل رموز الذهن مع وسائل تبليغها عبر المجال وتعزيزها في الزمان. ويتضمن أيضا تعابير الوجه وهيئات الجسم والحركات ونبرة الصوت والكلمات والكتابات والمطبوعات والقطارات والتلغراف والتلفون وكل ما يشمله آخر ما تم في الاكتشافات في المكان والزمان.
يتبين لنا عبر هـذا التعريف أن التواصل هو جوهر العلاقات الإنسانية ومحقق تطورها.
و التواصل نوعان :
-         تواصل نسقي
-         تواصل قبطاني
أما التواصل الذي يهمنا هنا هو : التواصل البيداغوجي باعتبار أن العملية التعليمية التعلمية هي عملية تواصلية أقطابها المدرس (المرسل) و التلميذ (المتلقي) و الأداة (و هي الخطاب بمحتوياته )
و هذا النوع من التواصل ينقسم إلى:
-         تواصل صفي تقليدي : وهو الذي كان سائدا حسب الطرق القديمة، حيث يعتبر فيه المدرس –المرسل- هو الجامع للمعلومات و المعرفة، ويبقى دور المتعلم –المستقبل- هو الاستقبال فقط، وذلك حسب الشكل التالي :
                                              A

الخطاب
 

                                                              
                                                                  B             C          D     
     و هذا النوع من التواصل كان يعتمد على طرق عقيمة في التدريس، حيث أن نتائجه كانت تكون مجدية أحيانا و فاشلة أحيانا أخرى
تواصل صفي مرتكز على الفرد :  وهو نوعا ما يعطي للمتلقي  نوعا من الحرية هي استقبال المعلومات و المعارف و الرد عليها بمبادرات شخصية    
                                    B                                     A    
   و هو التواصل الذي تعتمده النظريات التربوية الحديثة،:      تواصل صفي مرتكز على الجماعة
حيث يهتم بإشراك المتلقي في بناء الدرس انطلاقا من الوضعية المسالة و القصد منه تنمية روح المبادرة لهذا الأخير و تشجيعه على اكتساب المعارف و استقلالية البحث
غير ان هذا التواصل ينبغي أن تواكبه طرق جديدة في التدريس، كالتدريس بالكفايات، و التركيز على البيداغوجية الفارقية و المحاولة و الخطأ. بطرق تنشيطية غاية في الأهمية كطريقة (6*6) أو ما يسمى بطريقة فليبس، حيث يكون فيها المرسل عبارة عن موجه بينما يكون المتلقي في وضعية الباحث عن المعلومة و مستخرجها، عبر العمل الجماعي، و يتولى الإجابة و التدخل منشط استنادا على جمع المعلومات من المقرر، وهذا النوع من التنشيط يساهم إلى حد كبير في الرفع من جودة التعلم، و تكون نتائجه مرضية و ديمقراطية. و يكون على الشكل التالي
A
 


C

B
                                                                       
                       

E


D     
 


وبالتالي، فالتواصل له وظيفتان من خلال هذا التعريف :

أ‌-       وظيفة معرفية: تتمثل في نقل الرموز الذهنية وتبليغها زمكانيا بوسائل لغوية وغير لغوية.
ب‌- وظيفة تأثيرية وجدانية: تقوم على العلاقات الإنسانية.

وتركز الصورة المجردة للتواصل على ثلاثة عوامل أساسية:

 -1الموضوع: وهو الإعلام.

 -2الآلية: التي تتمثل في السلوكات اللفظية وغير اللفظية.

 -3الغائية: أي الهدف من التواصل ومقصديته البارزة( البعد المعرفي أو الوجداني أو الحركي)

والتواصل أنواع عدة: فهناك التواصل البيولوجي والإعلامي والسيكولوجي والاجتماعي والسيميوطيقي والبيداغوجي والاقتصادي...ويقول طلعت منصور في هدا الصدد:" إن وظيفة الاتصال تتسع لتشمل آفاقا أبعد . فكثير من الباحثين يعتبرون الاتصال كوظيفة لنضج شخصية الفرد وغير ذلك من جوانب توظيف الاتصال.

إذا، فالتواصل:" هو العملية التي بها يتفاعلون المراسلون والمستقبلون للرسائل في سياقات اجتماعية معينة"

وللتواصل ثلاث وظائف بارزة:
 -1 التبادل Echange:

 -2 التبليغTransfert:

 -3 التأثير     Impact

 -2مفاهيم التواصل:

أثناء الحديث عن التواصل لابد من استحضار بعض العناصر الأساسية في عملية التبادل وهذه العناصر هي :

 -1 زمنية التواصل temporalité 
 -2 المكانية أو المحلية  localisation
 -3 السننcode  أو لغة التواصل- التشفير والتفكيك- 
 -4 السياق contexte
 -5 رهانات التواصل  enjeux de communication
 -6التواصل اللفظي( اللغة المنطوقة) والتواصل غير اللفظي( اللغة الجسدية والسيميائية communication verbale et non verbale
 -7إرادة التواصل ( بث الإرسالية قد تكون إرادية أو غير إرادية volonté de communication
 -8الفيدباك أو التغذية الراجعة، وذلك لتصحيح التواصل وتقويته وتدعيمه وإنهائهfeedback
 -9شبكة التواصل    .réseau

 -3نماذج من التواصل:

هناك كثير من نظريات التواصل التي حاولت مقاربة وفهم نظام التواصل؛ لذلك من الصعب استقراء كل النظريات التي تحدثت عن التواصل، بل سنكتفي ببعض النماذج التواصلية المعروفة قصد معرفة التطورات التي لحقت هذه النظريات والعلاقات الموجودة بينها:

 -1النموذج الأول:
      النموذج السلوكي:
وضعه المحلل النفسي الأمريكي لازويل Lasswell D . Haroldسنة 1948 ويتضمن مايلي:
من؟ ( المرسل)ــــــــــ يقول ماذا؟( الرسالة)ـــــــــ بأية وسيلة؟ ( وسيط) ــــــــــــــ لمن؟ ( المتلقي) ـــــــــــ ولأي تأثير( أثر)
يرتكز هذا النموذج على خمسة عناصر، وهي:
المرسل ـ الرسالة- القناة- المتلقي- الأثر.
ويمكن إدراج هذا النموذج ضمن المنظور السلوكي الذي انتشر كثيرا في الولايات المتحدة الأمريكية، ويقوم على ثنائية المثير والاستجابة. ويتمظهر هذا المنظور عندما يركز لازويل على الوظيفة التأثيرية، أي التأثير على المرسل إليه من أجل تغيير سلوكه إيجابا وسلبا. ومن سلبيات هذا النظام أنه يجعل المتقبل سلبيا في استهلاكه، ومنظوره سلطوي في استعمال وسائل التأثير الإشهاري في جذب المتلقي والتأثير عليه في صالح المرسل
فالمدرس هو المرسل، والتلميذ هو المتلقي، والرسالة ما يقوله المدرس من معرفة وتجربة، ثم الوسيط الذي يتمثل في القنوات اللغوية وغير اللغوية، والأثر هو تلك الأهداف التي ينوي المدرس تحقيقها عبر تأثيره في التلميذ.

 -2 النموذج الثاني:
   النموذج اللساني:
يعد رومان جاكبسون Roman Jackobson واضع هذا النموذج سنة 1964, إذ اعتبر أن اللغة وظيفتها الأساسية هي التواصل، وارتأى أن للغة ستة عناصر وهي: المرسل والرسالة والمرسل عليه والقناة والمرجع واللغة. ولكل عنصر وظيفة خاصة:
فالمرسل وظيفته انفعالية تعبيرية، والرسالة وظيفتها جمالية من خلال إسقاط محور الاستبدال على محور التركيب، والمرسل إليه
وظيفته تأثيرية وانتباهية، والقناة وظيفتها حفاظية، والمرجع وظيفته مرجعية أو موضوعية، واللغة أو السنن وظيفتها(ه) لغوية أو وصفية. وهناك من يظيف الوظيفة السابعة للخطاب اللساني وهي الوظيفة الأيقونية بعد ظهور كتابات جاك دريدا J . Derrida والسيميوطيقا.
ولتوضيح مفاهيم جاكبسون أكثر نعود إلى المجال التربوي والديداكتيكي: أن من وظائف التواصل لدى رومان جاكبسون:

 -1الوظيفة المرجعية: يلتجىء المدرس هنا إلى الواقع أو المرجع لينقل للتلميذ معلومات وأخبارا تحيل على الواقع، أي تهيمن هنا المعارف الخارجية والمعارف التقريرية المرتبطة بمراجع وسجلات كالمرجع التاريخي والمرجع الأدبي والمرجع اللساني والمرجع الجغرافي
 -2الوظيفة التعبيرية: تتدخل في هذه الوظيفة ذات المرسل وذلك من خلال انفعالاته وتعابيره الذاتية ومواقفه وميولاته الشخصية والإيديولوجية.

 -3الوظيفة التأثيرية: تنصب على المتلقي، ويهدف المرسل من ورائها إلى التأثير على مواقف أو سلوكات وأفكار المرسل إليه؛ لذلك يستعمل المدرس لغة الترغيب والترهيب والترشيد من أجل تغيير سلوك المتعلم
 -4الوظيفة الشعرية أو الجمالية: إن الهدف من عملية التواصل هو البحث عما يجعل من الرسالة رسالة شعرية أو أجناسية جمالية، وذلك بالبحث عن الخصائص الشعرية والجمالية مثل التركيز على جمالية القصيدة الشعرية ومكوناتها الإنشائية والشكلانية
 -5 الوظيفة الحفاظية: إن التركيز على القناة فذلك لوظيفة حفاظية وإفهامية كأن يستعمل المدرس خطابا شبه لغوي أو لغوي أو حركي من أجل تمديد التواصل واستمراره بين المدرس والتلاميذ، وذلك باستعمال بعض المركبات التعبيرية التالية: ( أرجوكم أن تنتبهوا إلى الدرس!)، ( انظروا هل فهمتم؟)، ( اسمع أنت!)...
 -6الوظيفة الميتالغوية أو الوصفية: يركز المدرس عبر هذه الوظيفة على شرح المصطلحات والمفاهيم الصعبة والشفرة المستعملة مثل شرح قواعد اللغة والكلمات الغامضة الموجودة في النص والمفاهيم النقدية الموظفة أثناء الشرح.
وقد تأثر جاكبسون في هذه الخطاطة التواصلية بأعمال فرديناند دوسوسيرFerdinand. De Saussure والفيلسوف المنطقي اللغوي جون أوسطين John L. Austin.
-4 مظاهر التواصــــــــل:
أ‌ -التواصل الوجداني:
إن من بين وظائف التواصل التأثير على المتلقي سلبا أو إيجابا" فهناك تواصل كلما أمكن لجهاز معين وبالأخص جهاز حي أن يؤثر على جهاز آخر بتغيير فعله انطلاقا من تبليغ إرسالية".
وبهذا المفهوم، يفيد التواصل كل التأثيرات التي يمارسها نظام على آخر مثل تلك العلاقة التي تنبني على تطبيق أوامر وتعليمات أو ترديد إحداث تغيير في سلوك الآخر. وتعتبر السلوكية من أهم التيارات السيكولسانية التي ركزت على الوظيفة التأثيرية؛ لأن التواصل حسب المنظور السلوكي يرتكز على مفهومي المثير والاستجابة. لذلك يؤثر السلوك اللفظي أو غير اللفظي على المتلقي تأثيرات وجدانية تكون لها انعكاسات إيجابية مثل التعاون والتماثل والاندماج، وانعكاسات سلبية مثل التعارض والصراع والتنافس. ومن ثم، فالعمليات الإيجابية" أقوى أثرا وأبقى من العمليات السلبية، وإلا لما بقيت المجتمعات الإنسانية أو تقدمت نحو الرقي والنهوض، فالصراع والعمليات السالبة عموما مجالها محدود، وكذلك أسلوبها؛ ذلك لأن الحياة تضطر الأفراد بمختلف مصالحهم أو مواقفهم إلى أن يوافقوا أنفسهم بالآخرين وأن يتخلصوا من الصراع إلى الاندماج أو التكيف مع البيئة".
ويقصد بالتواصل الوجداني في مجال البيداغوجيا اكتساب الميول والاتجاهات والقيم وتقدير جهود الآخرين وذلك من خلال تفاعله مع المادة المدروسة واكتسابه الخبرات بأنواعها المباشرة وغير المباشرة. ولقد خصص للمجال الوجداني صنافات بيداغوجية، ومن بين المهتمين بهذا المجال " كراتهول Krathwol الذي خصص صنافة تتكون من خمسة مستويات ذات صلة وثيقة بالمواقف والقيم والاهتمامات والانفعالات والأحاسيس والتوافق والمعتقدات والاتجاهات: فكرية كانت أو خلقية. وهذه المستويات هي:

1-   التقبل
2-    الاستجابة
3-    الحكم القيمي
4-   التنظيم
5-    التمييز بواسطة قيمة أو بواسطة منظومة من القيم.

ب -‌التواصل المعرفي:
التواصل المعرفي هو الذي يهدف إلى نقل واستقبال المعلومات، وهو تواصل يركز على الجوانب المعرفية ومراقيها، أو بتعبير آخر إنه يركز على الإنتاجية والمردودية. ويهدف هذا التواصل إلى نقل الخبرات والتجارب إلى المتلقي وتعليمه طرائق التركيب والتطبيق والفهم والتحليل والتقويم بصفة عامة. إنه يهدف إلى تزويد المتلقي بالمعرفة والمعلومات الهادفة. ومن ثم، يقوم هذا التواصل على تبادل الآراء ونقل المعارف وتجارب السلف إلى الخلف.
ويساهم السلوك اللفظي وغير اللفظي في التواصل المعرفي إذا تم احترام شروط السيكولوجيا التي تحيط بالمتلقي أو يعيشها. فالرفع من الإنتاجية المعرفية لايتم إلا عبر سلوكات لفظية ديموقراطية تعتمد على روح المشاركة واللاتوجيهة والتسيير الذاتي والتفاعل الديناميكي البناء، وعبر سلوكات لفظية وغير لفظية مثل حركات التنظيم والحركات الديداكتيكية وحركات التقويم والتمجيد. وهكذا لايمكن عزل التواصل المعرفي عن التواصل الوجداني إلا من باب المنهجية ليس إلا. وثمة صنافات بيداغوجية في مجال التواصل المعرفي كصنافة بلوم Bloom التي تتمثل في المراقي التالية:
1-   المعرفة
2-    الفهم
3-    التطبيق
4-   التحليل
5-    التركيب
6-    التقييم.

ث-الجانب الحركي:
يمكن الحديث عن التواصل الحركي والحسي الذي يتناول ماهو غير معرفي ووجداني. ويتمظهر هذا التواصل في إطار السبرينطيقا والآلية والمسرح الميمي والرياضة الحركية... ويتضمن هذا التواصل في المجال التربوي" مجموعة متسلسلة من الأهداف تعمل على تنمية المهارات الحركية، واستعمال العضلات والحركات الجسمية." ومن أهم صنافات هذا التواصل الحركي نجد صنافة هارو Harrow التي وضعها صاحبها سنة 1972. وتتكون هذه الصنافة من ست مراق أساسية، وهي:
1-    الحركات الارتكاسية
2-    الحركات الطبيعية الأساسية
3-    الاستعدادات الإدراكية
4-    الصفات البدنية
5-    المهارات الحركية لليد
6-    التواصل غير اللفظي
7-    التواصل من المنظور الفلسفي.


أساليب التقويم وتطوير المنهج

"التقويم عملية منهجية منظمة لجمع البيانات وتفسير الأدلة بما يؤدى إلى إصدار أحكام تتعلق بالطلاب أو البرامج مما يساعد في توجيه ا...